تقي رحماني: ممنوع من العودة إلى وطني منذ 14 عامًا.. وزوجتي نرجس محمدي تدفع الثمن داخله (حوار)

رحماني: أطفالي لم يروا والدتهم منذ 10 سنوات.. والنظام الإيراني يستخدم كل أسلحته لكسر المعارضين

تقي رحماني: ممنوع من العودة إلى وطني منذ 14 عامًا.. وزوجتي نرجس محمدي تدفع الثمن داخله (حوار)
الناشط والصحفي الإيراني تقي رحماني

في قلب المعاناة التي يعيشها الشعب الإيراني، تبرز قصة "نرجس محمدي" الحاصلة جائزة نوبل، كرمزٍ للصمود والنضال من أجل الحرية وحقوق الإنسان، ورغم إنها قد قضت سنواتٍ طويلة في السجون الإيرانية، ورغم تدهور حالتها الصحية نتيجة للظروف القاسية التي تعيشها، إلا أن روحها لم تنكسر قط. 

فهي التي تفانت في الدفاع عن حقوق المرأة والمعتقلين السياسيين، أصبحت في نظر الكثيرين منارة للأمل في زمن تكثر فيه التحديات، ومع استمرار الاعتقالات التعسفية ضد النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان في إيران، تزداد مأساة نرجس وضحايا أخريات من النساء المعتقلات في السجون. 

وهذا ما كشف عنه تقرير "هيومن رايتس ووتش" الأخير الذي تحدث عن الوضع المأساوي الذي تعيشه نرجس، وطالب بإطلاق سراحها وعدم تجديد اعتقالها خاصة بعد تهديدات النظام الإيراني الأخيرة.

وأشار التقرير إلى الظروف اللاإنسانية التي تمر بها السجينات، والتقرير لا يتوقف عند نرجس فقط، بل يسلط الضوء أيضًا على معاناة العديد من النساء اللواتي يعانين في صمت تحت قبضات الأنظمة القمعية.

ورغم كل الصعاب، تبقى نرجس محمدي رمزًا للقوة والصبر، وتستمر في كفاحها من أجل حرية كل امرأة وكل إنسان تُنتهك حقوقه حتى من خلف القضبان. 

وكشف الناشط والصحفي الإيراني تقي رحماني، زوج نرجس محمدي لـ"جسور بوست" عن آخر مستجدات قضيتها وحجم تضحياتها التي قدمتها زوجته ومازالت تقدمها دفاعاً عن حقوق المرأة الإيرانية. 

وإلى نص الحوار: 

ما الضغوط التي تمارسها الحكومة الإيرانية على المعارضين، وكيف تؤثر في العائلات؟

الضغوط التي تمارسها الحكومة الدينية على العائلات والأفراد المعارضين للحكومة كانت شديدة وكبيرة، وهذه الضغوط ما زالت مستمرة، إحدى السياسات الحكومية هي تفريق العائلات، أي أن العائلات التي تعارض يتم تفريقها، هذا هو الخط الذي تتبعه وزارة المخابرات أيضًا.

لكن هذه الضغوط كانت مختلفة فيما يخص عائلتنا، عندما جاء الأطفال إليَّ، لم يسمحوا لنرجس بالاتصال بأطفالها من السجن، الآن، الأطفال لم يروا نرجس منذ 10 سنوات، أنا غادرت إيران منذ 14 عامًا، ولم أتمكن من العودة، هذا أحد الأمثلة".

كيف تستخدم الحكومة الإيرانية الضغوط النفسية والاجتماعية ضد المعارضين؟

لدينا العديد من الحالات التي تفرض فيها الحكومة ضغوطًا على الأفراد عبر تدمير الأمن النفسي والروحاني والظروف الاجتماعية، بل وحتى طرد النشطاء المدنيين والسياسيين من أعمالهم، وبالتالي جعل الشخص غير قادر على أن يكون فعالاً أو محارباً، رغم أنها لم تنجح في ذلك، ولكن هذه سياسة قمعية، فالأمر لا يقتصر على السجن فقط، بل يتم حرمان الشخص من التعليم، ومن العمل المناسب، ومن الظروف النفسية والاجتماعية المناسبة، هذه واحدة من أساليب الحكومة الإسلامية لإسكات المعارضين، وهي أسلوب غير إنساني للغاية.

هل تعتقد أن النظام الإيراني سيتراجع عن سياساته القمعية إذا تصالح مع الولايات المتحدة؟

بالنسبة لاستمرار سياسات الجمهورية الإسلامية، فهي تسعى حتى لو تصالحت مع الولايات المتحدة، لعدم تبني تبني ديمقراطية داخلية، فهي حتى لا تحترم الحريات المدنية، ولا تطبق حقوق الإنسان. لأنه إذا فعلت ذلك، ستواجه الحكومة مشكلة حقيقية، وسيكون من الصعب على هذا النظام الاستمرار في السيطرة على العقول، هذه هي السياسة المتبعة من قبل الجمهورية الإسلامية، لكن ما إذا كانت ستنجح أم لا، فهذا أمر غير مؤكد.

ما موقفك من حركة "المرأة، الحياة، الحرية"؟ وهل ترى أن هناك تغييرًا حقيقيًا في قوانين الجمهورية الإسلامية؟

رؤية الجمهورية الإسلامية في حركة 'المرأة، الحياة، الحرية' لم تتغير ولم تتراجع عنها، أو تغير القوانين،. والشعب ما زال مستمرًا في مقاومته المدنية. الحكومة لم تتراجع، حتى التفاوض مع الولايات المتحدة الآن يحدث بسبب الضغط الشعبي، يعني أن الشعب الإيراني يريد أن تكون له علاقة سليمة مع الغرب ومع العالم، ومع الدول العربية، ومع دول الخليج.

كيف ترى دور الحكومة في العلاقات بين إيران والدول الأخرى، وهل هناك نية حقيقية لإقامة علاقات سلمية مع الدول المجاورة والغربية؟

نحن نريد أن نكون في علاقة مع العالم، لكن الحكومة تسعى لإثارة الفتنة بين الشيعة والسنة في المنطقة، نحن لا نوافق على ذلك، نعتقد أننا يجب أن نتعامل مع الجميع، وأن تكون لدينا علاقات مع الدول المجاورة، مع الدول الغربية أيضًا، لكن الحكومة لا تريد ذلك، ونحن نسعى لتحقيق هذه الأمور من خلال تنفيذ عدة أعمال، لهذا السبب، الحكومة غير مستعدة لمنح الحريات في مجتمعنا.

ما المبادرات التي تعمل عليها نرجس لدعم حقوق الإنسان في إيران؟

نرجس في هذه المرحلة من النشاط قد ناضلت من أجل تحرير السجناء السياسيين، حتى خلال فترة الإجازة، زارت السجون عدة مرات، ومرة حملت لافتة تطالب بعدم الإعدام، نحن ضد الإعدام، ومرةً أخرى طالبت بالإفراج عن السجناء السياسيين، لكن نرجس لديها فكرة مهمة أيضًا، هي ضد الفصل الجنسي وتريد أن تجعل الأمم المتحدة تدرج هذا كمخالفة قانونية، وتريد أن تساعد المنظمات الحقوقية، ووسائل الإعلام الحرة، والحكومات الديمقراطية في القضاء على الفصل الجنسي في إيران.

كيف ترى مستقبل حقوق الإنسان في إيران في حال دعم المنظمات الحقوقية؟

نرجس تسعى في هذا الاتجاه، وتعمل بجد لتحقيق هذه المطالب، ونحن نكافح ضد هذا النظام، وهذا يحتاج إلى دعم من جميع أنحاء العالم، إذا وُجدت حكومة ديمقراطية في إيران، فإن الوضع في المنطقة سيتغير، العلاقات بين الدول ستكون أفضل. ونحن بحاجة إلى هذا التغيير.

هل هناك ضغط دولي كافٍ على الحكومة الإيرانية لتغيير ممارساتها تجاه حقوق الإنسان؟

"نحن بحاجة إلى دعم المنظمات الحقوقية في العالم. العالم أصبح صغيراً الآن بفضل وسائل الاتصال الحديثة، وأصبح يشبه السفينة التي يسير الجميع فيها معًا، وإذا حدث ظلم في مكان ما، مثلًا في غزة، لا يمكن للناس أن يبقوا غير مبالين، في الواقع، الظلم الذي يحدث في إيران لا يمكن للناس أن يبقوا غير مبالين أيضًا، لذا، على المنظمات الحقوقية أن تضغط على الحكومة الإيرانية وتطالب حكوماتها أيضًا بأن تُدرج حقوق الإنسان كأصل أساسي في المحادثات الدولية.

ويجب أن نولي اهتمامًا كبيرًا لحقوق الإنسان، ولكن يجب أن نعلم أن حقوق الإنسان أهم حتى من الديمقراطية السياسية، وأحيانًا يمكن أن يكون هناك تنافس بين مجموعتين سياسيتين، ولكن لا يمكننا أن نغفل حقوق الإنسان، لأن حقوق الإنسان هي ما يثبت الديمقراطية. لذلك يجب أن ندافع عن حقوق جميع البشر، ونتوقع أن تدافع المجتمعات والمنظمات الحقوقية عن حقوق شعبنا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية